ترامب يرأس القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض .. هل هو مأزق سعودي..؟ أم مأزق ترامبي..؟! أم كلاهما معاً..؟!
يمنات
عبد الخالق النقيب
على وقع مسلسل الانتكاسات التي يعيشها داخلياً! يتأهب ترامب لمغادرة الولايات المتحدة في أول زيارة خارجية له منذ دخوله البيت الأبيض، والتي يسعى من خلالها لاستكشاف طرق الحل للملفات الإقليمية المتداخلة بحسب مستشاروا الإدارة الجديدة، حاملاً معه خطط ورؤى لترميم تحالفات قديمة وبناء تحالفات موضعية وتكتلات جديدة ذات أبعاد ودلالات إسلامية سنية لمواجهة خطر المد الإيراني..!
تأتي أهمية الوجهة التي حددها ترامب انطلاقاً من “السعودية فإسرائيل ثم الفاتيكان” باعتبارها تمثل رمانة الميزان في معظم الملفات المتعلقة بإعادة ترتيب المنطقة وتحالفاتها ومساعدة إدارته في الوصول لصيغ أولية لتسويات قضايا الصراع العالقة بدءا باحتواء إيران ومروراً بالمشاريع الاقتصادية الكبرى وصولاً لدعم ما يعرف بمشروع مارشال الجديد للشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب والتطرف، مع إبقاء النزعة الترامبية الابتزازية لدول الخليج كجزء من استراتيجيته التي لا تؤمن لحلفاءه استقراراً مستداماً بل يحاول طوال الوقت جعلهم مربوطين بالحاجة إلية ومضطرين لخوض تسويات معه..؟! بمعنى أنه ليس هناك توافقات بالجملة بل توافقات بالمفرق فيعمل ترامب مع حلفاءه بحسب كل قضية بقضيتها ليتمكن من ابتزازهم ويستثمر في نقاط ضعفهم، ويستثمر في مخاوفهم ومآزقهم لدفعهم نحو الحضن الأمريكي أكثر فأكثر..! يريد أن يبقيهم بحالة قلق وخوف وأن يستمروا بتأمين موارد للاقتصاد الأمريكي على شكل استثمارات مالية وازنة تحقق الإيفاء بما وعد الأمريكان به وتخرجه من مأزق الالتزامات الانتخابية.
يرى بعض المراقبون أن ذهاب ترامب “المثير للجدل” إلى الشرق الأوسط يشبه إلى حد ما تنظيمه لحملة انتخابية في ولاية جمهورية تعج بمناصريه، إذ أن محطته الأولى “الرياض” ، وهي العاصمة السعودية التي ستستقبله السبت المقبل بدفء صادق وحميم، وهو الأمر الذي سيغذي شهية ترامب وستغمره بالقبول والاستحسان، وبالتالي ستسعد مؤيديه في أمريكا، وعلى ما يبدوا أن الحساسية العالية للتوقيت ستخدم توجهاته وسيتم استثمارها جيداً كما أنها تصلح أن تكون مقياساً لمدى تأثيرها في التقليل من شأن المواجهة المفتوحة التي يخوضها الرئيس الأمريكي الـ45 مع الصحافة الأمريكية، كون نجاح ملفات الزيارة ستنعكس على الداخل الأمريكي، وبالتالي ستحمل خصوصية يسهل توظيفها في التخفيف من حدة عاصفة الضغوط التي يمارسها رجال السياسة والاستخبارات والمؤسسات الأمريكية التقليدية التي تقف بوجه الرئيس الذي لم يمض سوى أقل من 4 شهور وتدعو للتصدي له والتحقيق السياسي معه كضرورة للحفاظ على مكانة الولايات المتحده ونفوذ هيمنتها، وحفاظاً على أمنها القومي الذي بات تحت تصرف ترامب وسياساته المثيرة للجدل.
لعل ترامب حين يلتقي زعماء وقادة أكثر من 55 دولة إسلامية وعربية في خطاب ملهم ومبشر في السعودية وبحسب تصريحات أمس الأربعاء فإنه سيتحدث عن”كيف يجب أن يكون الإسلام” ويطلب من قادته العمل على وقف الآرهاب الإسلامي المتطرف، فيما سيطالبه الزعماء والقادة بالمزيد من كل شيء..! وستستطيع المملكة السعودية إغراقه بالحفاوة وبأشياء كثيرة لا تعلم عنها الجماهير شيئاً، إلى أن يثق ترامب “الرئيس المتهم بكره الإسلام وبعنصريته ضد المسلمين” أنه قد وجد أقوى دعم له خارج دولته..! بل وفي مسقط رأس الإسلام، وستدفعه السعودية بقوة ليتمسك بعنصريته..! غير أن ذلك لن يغير شيئاً في ميزان المحاكم الفيدرالية الأمريكية التي علقت العمل بقراراته العنصرية على اعتبار أنها انتهاك صارخ للدستور الأمريكي الذي يمنع التمييز على أساس الدين، وهي أول انتكاسة كانت للرئيس..!
بالاستناد إلى سياق الأحداث والتحولات الكبيرة في سياسات واشنطن تبدو المملكة السعودية أكثر انسجاماً معها باعتبار أن الرئيس ترامب يتبنى موقفاً متشدداً تجاه إيران، وهو الميول الذي يعزز توجه ولي ولي العهد “الحاكم الفعلي للمملكة” الذي تتطابق مواقفه مع المزاج الترامبي وتنسجم مع التفاصيل الصغيرة المتعلقة بشيطنة إيران، وحالة الانسجام التام إزاء تغذية الحرب واستثمارها في سوريا، وخوضها حروباً عبثية في اليمن، وهو التوجه الأكثر خطراً لتأجيج الصراع الطائفي المذهبي في المنطقة.
على ما يبدوا أن المؤشرات قد المتعلقة بنتائج القمة السعودية قد اكتملت وجميعها تدفع بقوة في هذا الاتجاه وهو ما لن يحل ملفات المنطقة بل سيزيد من تعقيداتها وسيدخلها في حروب جديدة ستقضي على البقية الباقية..!
زيارة ترامب إلى الرياض بصيغتها المقروءة تجعل الناس في المنطقة أكثر قلقاً وتوتراً..! كون الصراع السعودي الإيراني مسؤول عن الكثير من التوتر والنزاع في المنطقة..!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا